والعوائق التي تواجهها في ليبيا PAYPAL خدمة

خدمة PayPal هي خدمة دفع إلكتروني عبر الانترنت أطلقت في 1998-1999 وتشهد نمو عالمي في آخر عشر سنوات.وبشكل دقيق هي محفظة إلكترونية عن طريق البريد الإلكتروني وبعض الإثباتات وكلمة مرور ويتم ربطها ببعض البطاقات المصرفية العالمية مثل فيزا وماستر، لتكون هذه المحفظة هي المحفظة المجمعة لكل الأموال من مختلف انواع البنوك ومختلف البطاقات المصرفية، لإستخدامها فيما بعد في الملايين من خدمات الدفع والخدمات المالية والإشتراكات او تحويلها بين المحافظ فيما بينها.من اهم نقاط قوة بي بال هي الشيوع والموثوقية والآمان والوفرة وعدم توقف الأنظمة وتكاملها مع نسبة عالية جدا من الزبائن والمصارف والجهات التي تقبل الدفع بها، وإمكانية تسيل هذه القيمة في اي مكان. بالإضافة لقبولها في الآونة الأخيرة للعملات المشفرة الإلكترونية مثل البيتكوين والإيثيريومبي بال وبحسب تقارير كثيرة فإنها تعمل في أكثر من 200 دولة وتواجه بعض الصعوبات القانونية والمالية في بعض الدول مثل تركيا والصين وباكستان واليابان وغيرهم.وعدل نموذج العمل بإلغاء بعض المزايا في الدول التي تريد الحفاظ على النقد الأجنبي في دولها مثل مصر وتونس بحيث توجد ضوابط وحدود لنقل والارسال والاستقبال لخصوصيات في هذه البلدان.هل يوجد مجتمع يستخدمها في ليبيا؟نعم يوجد مالا يقل عن 5000 مستخدم متلهفون لإستخدام هذه الخدمة ناهيك عن رواجها فيما بعد عند اكتشاف انها أكثر موثوقية من البطاقة المصرفية المحلية أو البنكية ونتيجة التوقف والتعطل الدائم في أنظمة المدفوعات بالنقد الأجنبي. تحول وسيتحول الكثير من المستخدمين إليها وبتوقع شخصي سيكون الإقبال في الأشهر الأولى ما لا يقل عن 50,000 شخص وبمعدل 1000$-3000$ دولار شهريا وذلك نتيجة أن المستخدم الليبي يتسوق كثيرا من الانترنت ويشتري السيارات والهواتف والاكسسوارات والاعمال الفنية وتصل الامور لفتح مشروعات صغرى واستيراد وتصدير عن طريق هذه الخدمة أي إننا نتحدث عن ما لا يقل عن 150 مليون دولار في السنة الأولى. وهذا الرقم قابل لزيادة في ظل صعوبة المنظومة المصرفية والبطاقات الإئتمانية وسوء استجابة آلات POS.هل هي آمنة؟نعم آمنة جدا حيث أن أصول PayPal تخطت 70 مليار دولار في حين أن أرباحها في العام الماضي الذي شهد أسوأ أزمة صحية تضاعف 100% ليصل إلى 4 مليار دولار وهذا ما يشير إلى آمن ولجوء الجميع لها.ماهي مشكلة عدم توفر خدمات PayPal في ليبيا؟المشكلة مركبة وشائكة ونستطيع تقسيمها كالتالي: 1- مصرف ليبيا المركزي :وهنا نتحدث عن أكثر من 60-70% من المشكلة حيث أن بداية الأمر ونهاية وحل المشكلة وابقاء الأمور على نصابها في يد مصرف ليبيا المركزي، حيث أن شركة مثل PayPal تطلب مجموعة من الاشتراطات تستطيع أي دولة هشة تنفيذها من بينها القدرة على تحويل الأموال، وحساب لدى المصرف المركزي الرئيسي يسمى الحساب المجمع، والقدرة على اعداد الأنظمة وعدم تعطيل الاجراءات. وبعض الاتفاقات البروتوكولية والاجراءات والالتزامات القانونية والفنية والتي لا يخلو اي نظام مالي منها لضمان حقوق جميع الاطراف، الشركة والمستخدم والبلد والوسطاء والمصرف الرئيسي أو المركزي.2- العقوبات الأمريكية على النقديقال ويشاع ان الحكومة تفرض على بيبال عدم الدخول لسوق الليبي بسبب المخاطر الأمنية وغسيل الأموال ولا دليل واضح أو تنويه على هذا الأمر. فقط يقال.3- العوائق القانونية والفنية والأمنية والماليةمن المعروف ان مصرف ليبيا المركزي يتمسك جدا بالقوانين واللوائح التي تعد اليوم متخلفة فنحن نتكلم عن نظام مصرفي متحرك وديناميكي والمركزي للأسف لايزال يلتزم بالقانون رقم 1 لعام 2005 والذي لم تذكر فيه كلمة إلكترونية إلا في مادة واحدة وهي أن المصارف تعتد بمخرجات الحاسب الآلي، وهذا ما يعد تخلفا وعدم لحاق بالركب فلا وجود لقانون معاملات إلكترونية أو صحة المستند الإلكتروني أو التوقيع الرقمي. بالإضافة لعدم الديمومة المالية فيما يخص النقد الأجنبي فكما هو متعارف عليه ليبيا تشهد تقلب في تدفقات النقد الأجنبي ما يجعل الشركات الأجنبية في الدفع الإلكتروني تتخوف من السوق الليبي، فبين حين وآخر يتم ايقاف التدفق النقدي بالعملات الأجنبية وهذا يعد خطرا. وبالتالي عدم وجود ضمانات حقيقية مالية واستقرار أمني ومالي وسهولة تحويلات، وما زاد الأمر سوءا هو الكثير من الإجراءات البيروقراطية واقتناع المركزي بأن شركة معاملات هي المشغل الوطني القادر على فعل المستحيل وتعدد الأجسام الرقابية والاشرافية والتنفيذية وتداخل الاختصاصات3- مخاطر غسيل الأموالتعد ليبيا حاليا بلدا مخيفا في غسيل الأموال فقلة استخدام وتحديث نماذج KYC Know Your Customer و كذلك عدم الاعتراف بنماذج eKYC واقرارها بجدية يجعل مصادر الأموال في بند unknown وهذا أكثر بند يخيف المستثمرين والشركات المالية العالمية والبنوك العريقة، وهذا الأمر يحل بالتشديد البالغ من مصرف ليبيا المركزي بإثبات مصادر الاموال لجميع المودعين والمستقبلين والذي سيقلل من السوق الموازية بدل توحشها كما يحدث الآن4- مخاوف عامة لا وجود لهاكثيرة هي الاشاعات والمخاوف، ستتبخر جميعها عندما يخطو مصرف ليبيا المركزي أول خطوة وهي بواسطة لقاء عن بعد مع فريق من PayPal وسؤالهم ماذا تحتاجون للعمل في ليبيا، حينها سننتقل من مرحلة الخوف من المشكلة والخوف من الحل إلى البدء في الحل والتقدم خطوة تلي الأخرى وخلال أشهر يتم مباشرة العمل.في الختام وجود PayPal في السوق الليبي سيقوي الإقتصاد والقطاع الخاص ويثبت مصادر الأموال ويرفع البلد خطوات جيدة جدا على كافة المستويات، بالإضافة إلى إنخفاض اعتماد الدولة على النفط ويوجد لدينا إقتصاد غير ريعي وتكوين ثروة حقيقية مبنية على الانتاج التبادل التجاري الحقيقي والتقدم المعرفي، ويعتبر مورد لا ينضب من النقد الأجنبي القادم من الخارج.